السلام عليكم ورحمة الله وبركاتم
/// أشهر مصنفات الحديث في عهد التابعين ///
عد علماء الحديث أمر عمر بن عبدالعزيز بتدوين السنة أول تدوين للحديث ورددوا في كتبهم عبارة" وأما ابتداء تدوين الحديث فإنه وقع على رأس المائة في خلافة عمر بن عبدالعزيز"، ويفهم من هذا أن التدوين المعتمد من أولياء الأمور كان في عهد عمر بن عبدالعزيز، أما تقييده وحفظه في الصحف والأجزاء فقد مارسه الصحابة ومن بعدهم من كبار التابعين، وقد مهدت محاولة ابن شهاب الزهري لجمع الحديث بأمر من الخليفة عمر بن عبدالعزيز الطريق لمن بعده من العلماء فظهرت مصنفات منها :
1- كتاب عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج (المتوفي سنة150 هــ) فقد جمعه بمكة في الآثار وشيء من التفسير عن عطاء بن أبي رباح (المتوفي سنة115 هـ)، وغيره من أصحاب ابن عباس، ومع أن كتاب ابن جريج لم يصل إلينا إلا أن تلميذه عبدالرزاق بن همام الصنعاني (المتوفي سنة211 هـ) قد جمع كثيرا من مروياته في كتابه المصنف حيث أكثر من إيراد رواياته عن ابن جريج باعتباره شيخا له، كما ذكر عنه كثيرا من المسائل الفقهية التي وقعت بين ابن جريج وشيخه عطاء، وقد ذكر بعض العلماء أن ابن جريج كان له كتاب السنن على مثل ما تحتوي كتب السنن مثل الطهارة والصلاة والزكاة وغير ذلك.
2- وهناك جامع معمر بن راشد اليماني (المتوفي سنة151 هـ) ويقع في عشرة أجزاء وصل إلينا منها الخمسة الأجزاء الأخيرة، وهي مخطوطة في تركيا .
3- وموطأ محمد بن عبدالرحمن بن أبي ذئب (المتوفي سنة158 هـ) بالمدينة، وكان أكبر من موطأ الإمام مالك بن أنس .
4- وجامع سفيان بن عيينة الهلالي (المتوفي سنة198 هـ) في السنن والآثار وشيء من التفسير، وقد بقي منه أوراق قليلة نحو ست ورقات .
5- ومسند الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت (المتوفي سنة150 هـ) وله خمسة عشر مسندا، وقد أوصلها الإمام أبوالصبر أيوب الخلوتي إلى سبعة عشر مسندا، كلها تنسب إليه لكونها من حديثه، وإن لم تكن من تأليفه، وقد جمع الخوارزمي أبوالمؤيد محمد بن محمود (المتوفي سنة655 هـ) بين خمسة عشر منها في كتاب سماه جامع المسانيد رتبه على ترتيب الأبواب الفقهية بحذف المعاد وترك تكرير الإسناد، وهو مطبوع في مجلدين بمطبعة مجلس دائرة المعارف بالهند1332 .
6- وكتاب الآثار لمحمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة (المتوفي سنة199 هـ) وهو مرتب على الأبواب الفقهية، وهو مطبوع بالهند (1406 هـ) في مجلدة، وأخرى بتحقيق الشيخ أبوالوفا الأفغاني في مجلدتين.
7 - ومسند الإمام محمد بن إدريس الشافعي (المتوفي سنة204 هـ) وليس هو من تصنيفه، وإنما هو عبارة عن الأحاديث التي أسندها الإمام الشافعي مرفوعها وموقوفها، وقد جمعها بعض أصحابه النيسابوريين من كتابه الأم، وغيره من مسموعات أبي العباس الأصم التي كان انفرد بها عن الربيع، وله طبعات كثيرة، ومن أفضلها طبعة في مجلدتين بتقديم مقبل بن هادي طبعة مكتبة ابن تيمية(1416 هـ ).
8- ثم موطأ الإمام مالك بن أنس بن مالك الأصبحي (المتوفي سنة179 هـ) بالمدينة، وطريقة الإمام مالك فيه أنه جمع الآثار المرفوعة والمرسلات وفقه الصحابة وكبار التابعين، وعمل أهل المدينة ثم جاءت طائفة أخرى من العلماء ألفوا وصنفوا من أشهرهم :
1- وكيع بن الجراح الرؤاسي (المتوفي سنة197 هـ) وله كتاب الزهد وهو مطبوع بتحقيق عبدالرحمن بن عبدالجبار الفريوائي في مجلدتين، طبعة دار الصميعي(1415 هـ ).
2- سعيد بن منصور المروزي (المتوفي سنة227 هـ) بمكة، صاحب السنن، وسننه من مظان المعضل والمنقطع والمرسل وقد طبعت منه قطعة في مجلدتين بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي طبعة منشورات المجلس العلمي1388، وطبع بقيته في خمس مجلدات بتحقيق الدكتور سعدبن عبدالله آل حميد طبعة دار الصميعي(1414 هـ).
3- عبدالرزاق بن همام الصنعاني (المتوفي سنة211 هـ) وله الجامع وكتاب المصنف وهذا المصنف مرتب على الكتب والأبواب الفقهية، وهو مطبوع في إحدى عشرة مجلدة بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، طبعة المكتب الإسلامي1403، وأما الجامع فلم يصلنا منه شيء.
4- مصنف أبي بكر بن عبدالله بن أبي شيبة العبسي (المتوفي سنة235 هـ) وقد جمع فيه الروايات على طريقة المحدثين بالأسانيد وفتاوى التابعين وأقوال الصحابة، مرتبا على الكتب والأبواب على ترتيب الفقه، وهو مطبوع في أربع عشرة مجلدة بتحقيق عامر العمري الأعظمي، اهتم بطباعته ونشره مختار أحمد الندوي السلفي (بومباي، الدار السلفية1403هـ).
ويمكن القول إن منهج التدوين في عصر التابعين كان يقوم على جمع الأحاديث النبوية التي تدور حول موضوع واحد، فكان لكل باب من أبواب السنة مؤلف خاص به، وقد بدأ ذلك على يد ابن شهاب الزهري (المتوفي سنة124 هـ) ثم تطور التدوين في القرن الثاني إلى مرحلة أخرى، وهي جمع أحاديث الأبواب، وضم بعضها إلى بعض، ومزج الأحاديث بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين، واشتهر من بين هذه المؤلفات الموطأ، ومصنف ابن أبي شيبه، وعبدالرزاق، وقد حملت المصنفات عناوين مثل: مصنف، وسنن، وموطأ، وجامع، وجمعت مادتها الأولى عن الأجزاء والصحف التي دونت قبل مرحلة التصنيف، وكان الغرض من جمع السنة بهذه الطريقة في القرن الثاني هو خدمة التشريع وتسهيل استنباط الأحكام.
بقلم: د.علي جمعة - مفتي مصر
0 التعليقات:
إرسال تعليق