أحسن وأعظم كتاب شرح صحيح البخاري.. فتح الباري..

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحسن وأعظم كتاب شرح صحيح البخاري... // فتح الباري...//

التعريف بالمؤلف

هو شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر الشافعي العسقلاني، فلسطيني الأصل ومصري المولد.

ولد المحدث الجليل بمدينة القاهرة في الثالث والعشرين من شعبان سنة 773 هـ - 852 هـ وهو من عائلة فلسطينية الاصل سكنت مدينة عسقلان وهاجرت إلى مصر قبل أن يولد هناك وكان والده عالماً أديباً ثرياً، وأراد لابنه أن ينشأ نشأة علمية أدبية إلا أنه توفي ولم يزل أحمد طفلاً فكفله أحد أقارب والده زكي الدين الخروبي كبير تجار الكارم بمصر، فرعاه الرعاية الكاملة وأدخله الكُتّاب فظهر نبوغه المبكر فقد أتم حفظ القرآن الكريم وهو ابن اثنتي عشر سنه ووصف بأنه كان لا يقرأ شيئاً إلا انطبع في ذهنه.

مــؤلف ــ اتـه

1- فتح الباري شرح صحيح البخاري (خمسة عشر مجلداً) ، ومكث ابن حجر في تأليفه عشرين سنة (ولما أتم التأليف عمل مأدبة ودعا إليها أهل قلعة دمشق وكان يوماً عظيماً).

ويعتبر هذا السفر العظيم أفضل شرح وأعمه نفعاً لصحيح البخاري الذي يعتبر ثاني كتاب بعد كتاب الله، وتأتي أهمية كتاب ابن حجر من كونه شرحاً لأصح ما ورد عن رسول الله من حديث وقد تضمن ذلك الشرح ذكر أحاديث أخرى وعلق ابن حجر على أسانيدها وناقشها حتى كان بحق (ديوان السنة النبوية)، وكذلك لما تضمنه من فقه وأصول ولغة ومناقشة للمذاهب والآراء في شتى المعارف الإسلامية. وقد اشتهر هذا الكتاب في عهد صاحبه حتى قبل أن يتمه وبلغ شهرته أن الملك شاه رخ بن تيمور ملك الشرق بعث بكتاب إلى السلطان برسباي يطلب منه هدايا من جملتها (فتح الباري) فجهز له ابن حجر ثلاث مجلدات من أوائله.

2- الإصابة في تمييز الصحابة وهو كتاب تراجم ترجم فيه ابن حجر للصحابة الكرام فكان من أهم المصادر في معرفة الصحابة.

3- تهذيب التهذيب ومختصره كتاب تقريب التهذيب.

4- المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ، ذكر فيه أحاديث لم يخرجها أصحاب المسانيد الثمانية.

5- الدراية في تخريج أحاديث الهداية ويعتبر من كتب التخريج البديعة وقد خرج فيه الأحاديث الواردة في كتاب الهداية وهو مرجع فقهي وغير ذلك من المؤلفات الكثيرة.

6- " إنباء الغمر بأنباء العمر" وهو مؤلف ضخم يقع في حوالي ألف صفحة كبيرة حيث يتبع نظام الحوليات والشهور والأيام في تدوين الحوادث. ثم يتبع حوادث كل سنة بأعيان الوفيات. وقد أفاض في ذكر ما يتعلق بمصر من هذه الحوادث، وهو يتناول الأحداث التي وقعت بين سنة (773 - 850 هـ).

7- " الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" وهو معجم ضمنه تراجم أعيان القرن الثامن الهجري من علماء وملوك وسلاطين وشعراء وغيرهم من مصر ومختلف بلاد الإسلام، ويعتبر هذا الكتاب من أهم مصادر تاريخ مصر الإسلامية في الفترة التي يتناولها، وتبدو نزعته كعالم حديث في ذكر مصادره التي اعتمد عليها في تأليفه.

8- " رفع الإصر عن قضاة مصر" وهو معجم لقضاة مصر منذ الفتح الإسلامي حتى آخر القرن الثامن الهجري.

9 ـ نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر وهو في مصطلح الحديث.

10 ـ بلوغ المرام من أدلة الأحكام.

11 ـ لسان الميزان.

12 - تغليق التعليق في وصل معلقات البخاري.

13 - ديوان ابن حجر

مـــن نظـــمه

كان شيخ الإسلام ابن حجر شاعراً مطبوعاً، وتبوأ مكانة مرموقة بين أدباء عصره. ومن شعره:

إنما الأعمال بالنيات في .:. كل أمر أمكنت فرصتهُ

فانو خيراً وافعل الخير فإن .:. لم تطقه أجزأت نيتهُ

وله في مطلع قصيدة طويلة في المديح النبوي .

إن كنت تنكر حباً زادني كلفا .:. حسبي الذي قد جرى من مدمع وكفى

وإن تشككت فسئل عاذلي شجـني .:. كم بت أشكو الأسى والبث والأسفا

كدرت عيشاً تقضى في بعادكمو .:. وراق مـني نسيب فيكمو و صفا

سرتم وخلفتمو في الحي ميت هوى .:. لولا رجـاء تلاقيكم لقد تلفا

نبذه عن الكتاب

لقد كان من أعظم كتب ابن حجر قدراً، وأعمقها علوماً، وأحظاها لدى المسلمين: شرحه على الجامع الصحيح – الذي اتفق المسلمون على أنه أصح كتاب بعد كتاب الله – وهو صحيح الإمام البخاري (256)هـ الذي سمَّاه "فتح الباري بشرح صحيح البخاري" والذي يُعَّد بحق أحد دواوين الإسلام المعتبرة، ومصادره العلمية المهمة، فلا يستغني عنه طالب علم ولا فقيه؛ بل ولا مفتٍ ولا مجتهد، فجاء الشرح سفراً ضخماً جليلاً. أخذ في جمعه وتأليفه وإملائه وتنقيحه أكثر من خمس وعشرين سنة، حيث ابتدأه في أوائل سنة 817هـ، وعمره آنذاك 44 سنة، وفرغ منه في غرة رجب من سنة 842هـ فجمع فيه شروح من قبله على صحيح البخاري، باسطاً فيه إيضاح الصحيح وبيان مشكلاته، وحكاية مسائل الإجماع، وبسط الخلاف في الفقه والتصحيح والتضعيف واللغة والقراءات، مع العناية الواضحة بضبط الصحيح. صحيح البخاري ورواياته والتنويه على الفروق فيها، مع فوائد كثيرة وفرائد نادرة واستطرادات نافعة … إلخ حتى زادت موارد الحافظ فيه على (1200) كتاباً من مؤلفات السابقين له .

صحيفة الفتوي - المغرب

0 التعليقات:

إرسال تعليق