في مشهدٍ غير معتاد، لفت رجل وزوجته انتباه الكثير من السعوديين، وهما يتجولان بمقعديهما الكهربائيين في الأسواق معتمدين على نفسيهما؛ في محاولةٍ منهما للخروج من سجن الإعاقة وإثبات أنها لن تقف في طريقهما.
هذان الزوجان هما "سارة الدوسري" و"سالم الهاجري" اللذان تزوجا منذ شهرين فقط، لتساهم هذه العلاقة في رفع معنوياتهما وحبهما للتحدي رغم كل الظروف المعيقة.
وشاءت إرادة الله أن يتم الارتباط بعد أن رأى الهاجري سارة في أحد الأسواق، فأعجبه ما لمسه فيها من إصرار على تحدي الإعاقة، بحسب صحيفة" الوطن" السعودية.
ويروي الهاجري قصة ارتباطه بسارة قائلاً: "اخترت أن تكون زوجتي سارة لما لديها من وعيٍ بحالتها وحالتي والتكيف مع ظروفنا الصحية بمعنويات مرتفعة والتعايش بشكلٍ يضمن لنا السعادة"، مؤكدا أنها تقدِّر وضعه وهو يقدر وضعها ويفهم ما تحتاجه دون أن تتكلم.
ودعا سالم نظراءه من المعاقين إلى المضي في حياتهم، والتعامل مع إعاقتهم بوعي وذكاء لمواصلة الحياة بشكلٍ شبه تام دون الشعور بنقص.
وقال إن الإعاقة من وجهة نظره هي إعاقة ذهن، مشيرًا إلى أن هناك كثيرًا من المعاقين يعدون رهائن للسجن في منازلهم بإرادتهم أو قلة وعي من ذويهم.
وأوضح سالم: "تواجدي في الأماكن العامة له أهداف؛ منها أن أوضح للمجتمع أن المعاق يمكنه الانخراط في المجتمع بشكلٍ سهلٍ، كما أرغب أن أبيِّن للمعاقين مثلي أنه يمكنهم التعايش مع إعاقتهم وعدم الاعتماد على غيرهم في توفير جميع الحاجيات وتذليل الصعوبات وليس الوقوف عليها".
أما سارة الدوسري فقالت: "أنا امرأة عاملة، أعمل إدارية في مدرسة أهلية، وأعيش حياتي بشكل عادي كغيري من النساء.. أرجع من عملي لأعد الغداء بعد أن يذهب زوجي لشراء الحاجيات. كما أننا لدينا الكثير من الأمور نقضي فيها وقتنا بشكلٍ جيد، ونخرج أكثر من مرة في الأسبوع؛ نجوب الأسواق، ونشتري الحاجات، ونجلس في المقاهي".
واستبعدت سارة أن تحظى بسعادتها الحالية في حال تزوجت من شخص صحيح البنية، مشيرة إلى أن زوجها يقدر وضعها ومدى الصعوبات التي تواجهها.
كما دعت المعاقات إلى نبذ النظرة السلبية في رفض الزواج، وسرعة الارتباط وتكوين أسرة لتشعر المعاقة بوجودها في المجتمع والحياة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق